المرجعية القمية وقيادة الدولة بعد آية الله الخامنئي

Last Updated: 2024/05/30By

المرجعية القمية وقيادة الدولة بعد آية الله الخامنئي

د. علي المؤمن

ربما تكون مرحلة ما بعد السيد علي الخامنئي مؤجلة على المستوى القريب، وفق المعايير الطبيعية، كونه يتمتع بصحة جيدة، فضلاً عن ثبات وضع الدولة الإيرانية واستقرار مجتمعها ونظامها السياسي. وقد تطول مرحلة بقاء السيد الخامنئي في موقع المرجعية الدينية والقيادة الرسمية لفترة لا تقل عن عشـر سنوات.

وعموماً، فإنّ مرحلة ما بعد السيد الخامنئي، وإن كانت مؤجلة مؤقتاً، ستكون صعبة على إيران وعموم الواقع الشيعي العالمي؛ بل لعلها على مستوى موقع القيادة الرسمي ستكون أكثر صعوبة وتعقيداً من مرحلة ما بعد السيد السيستاني النجفية؛ لأنّ السيد الخامنئي يمثل المرجعية الدينية من جهة وقيادة الدولة من جهة أُخرى، وقد ظل الوهج المعنوي لمرجعيته الدينية ومساحة مقلديه، يضفي قوة إضافية على موقع القيادة الرسمي، ونفوذاَ معنوياً خارج حدود إيران، وهو ما سيفقده القائد القادم فيما لو لم يكن مرجع تقليد فعلي.

ويبدو صعباً، عند تشوّف المشهد الإيراني، إيجاد شخصية واحدة تسد الفراغين الذين سيتركهما السيد الخامنئي على المدى المنظور؛ بالنظر لصعوبة الشروط التي ينبغي توافرها في المجتهد الذي يجمع الموقعين: الديني المتمثل بالمرجعية العليا، والرسمي المتمثل بولاية الفقيه العامة الحاكمة. ومن هذه الشروط، أن يكون المجتهد الذي ينبغي أن يشغل موقع القيادة الحاكمة، أن يكون هو شخصياً معتقداً بولاية الفقيه المطلقة نظرياً وعملياً، وأن يكون على دراية بشؤون الدولة وعملها، وكفوءاً في مجال إدارة النظام العام وتدبيره، وواعياً بتعقيدات السياسة، وخاصة السياسة الدولية، وهو ما يلخّصه الفقهاء بشرط «الكفاءة»، الذي يضاف إلى الشـرطين الأساسيين الآخرين (الفقاهة والعدالة). وهذه الشروط يصعب إيجادها في فقيه بعيد عن الدولة والنظام، ولم يسبق له أن شغل موقعاً رأسياً فيها. فالسيد علي الخامنئي ـ مثلاً ـ شغل موقع رئاسة الجمهورية لدورتين كاملتين، قبل أن يتسلم موقع الولي الفقيه الحاكم، كما كان عضواً في مجلس خبراء الدستور ومجلس خبراء القيادة، أي أنّه كان يعي وعياً ميدانياً دقيقاً بعمل الدولة ومتطلباتها التفصيلية.

وربما يوجد عدد غير قليل من مراجع الحوزة القمية ممن يُعدّ قريباً من الدولة وشغل مواقع رسمية فيها؛ كالشيخ ناصر مكارم الشيرازي والسيد موسى الشبيري الزنجاني والشيخ جعفر السبحاني التبريزي والشيخ حسين النوري الهمداني والشيخ عبد الله الجوادي الآملي، وهم يمثلون اليوم أبرز مراجع الصفين الأول والثاني، وأغلبهم من تلاميذ الإمام الخميني. إلّا أنّ هؤلاء وغيرهم أكبر سناً من السيد الخامنئي، ومعدل أعمارهم (90) عاماً تقريباً، ويعاني أغلبهم من أمراض الشيخوخة الطبيعية.

لذلك؛ ينبغي هنا الحديث عن فقيهين يملآن الفراغ الذي سيتركه السيد الخامنئي، وليس فقيهاً واحداً، أحدهما للقيادة والآخر للمرجعية؛ ما يعني فصل الموقعين لأول مرة منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في العام 1979، أما فصلاً مؤقتاً، كما حدث في حالة السيد الخامنئي في أول خمس سنوات من قيادته، حين طرحت الأوساط العلمية الدينية في إيران، وخاصة جماعة مدرسي الحوزة العلمية في قم وجماعة علماء طهران، مرجعية السيد الخامنئي بعد وفاة المرجع الأعلى السيد محمد رضا الموسوي الگلبايگاني في العام 1983 ثم المرجع الشيخ محمد علي الأراكي في العام 1984. وهذا يعني أن البحث سيتجه نحو فقهاء من خارج مواقع مرجعيات التقليد الحالية، ومن خارج الأسماء المعروفة المذكورة أعلاه؛ لأنّ موقع القيادة في دستور الجمهورية الإسلامية وفي الفقه لا يشترط أن يكون الولي الفقيه مرجعاً للتقليد؛ بل يكفي أن يكون مجتهداً.

ولا شك أنّ توافر الآليات المتعارفة والمقننة في إيران، على الصعيدين المرجعي والقيادي، سيسهل عملية الحسم، ويوصلها إلى النتيجة المطلوبة، وأهمها وجود جماعة مدرسي الحوزة التي ترشح مراجع التقليد، ومجلس خبراء القيادة الذي ينتخب الولي الفقيه الحاكم (قائد الدولة)؛ وإن لم تكن هذه الآليات مقبولة عند جميع المهتمين بالشأن المرجعي، وبينهم أصحاب الخطوط المرجعية الخاصة من خصوم الجمهورية الإسلامية.

بديل آية الله الخامنئي في الموقع الديني المرجعي

على مستوى المرجعية الدينية البديلة، هناك ثلاث مؤسسات حوزوية رأسية في قم سيكون لها دور في ترشيح المرجعية الجديدة في مرحلة ما بعد السيد الخامنئي، ومرجعيات الصفين الأول والثاني الطاعنة في السن، هي: جماعة مدرسي الحوزة العلمية، ومجلس الشورى العليا للحوزة العلمية، ومجلس الشورى العليا للحوزات العلمية في إيران. إلّا أنّ الدور المركزي سيبقى لجماعة مدرسي الحوزة العلمية في قم، والتي تتألف من (56) مجتهداً، أغلبهم من كبار أساتذة البحث الخارج، وهي المؤسسة الشيعية الدينية الأكثر نفوداً، والتي تمثل ما يعرف حوزوياً بـ «أهل الخبرة»، أي أنّها بمثابة مجلس شورى حوزوي ينظم عمل أهل الخبرة وجماعات الضغط الداخلي. ومما يزيد من نفوذ هذه الجماعة أنّ أغلب أعضائها هم في الوقت نفسه أعضاء في مجلس إدارة حوزة قم ومجلس الحوزات العلمية في عموم إيران من جهة، ومجلس الخبراء ومجلس صيانة الدستور التابعين للدولة من جهة أُخرى؛ أي أنّهم يجمعون بين قيادة الرأي العام الحوزوي وقيادة الرأي الديني السياسي الرسمي. وهو يساهم مساهمة أساسية ومباشرة في تنظيم عملية حسم موقع المرجعية في قم ويسهلها؛ بل حسم موقع ولاية الفقيه في مرحلة ما بعد السيد الخامنئي أيضاً.

وأول ما يتبادر إلى الذهن في هذا المجال هو أن يتم طرح أسماء مرجعيات الصفين الأول والثاني في حوزة قم؛ لتخلف مرجعية السيد الخامنئي، كما هو الحال مع النجف، وأبرزهم: الشيخ حسين الوحيد الخراساني (مواليد 1921= 103 عاماً)، والشيخ ناصر مكارم الشيرازي (مواليد 1927 = 97 عاماً)، والسيد موسى الشبيري الزنجاني (مواليد 1928 = 96 عاماً) والشيخ جعفر السبحاني ( مواليد 1929 = 95 عاماً)، وهم المعوّل عليهم في تزعم المرجعية العليا في إيران؛ لكن العامل الأساس الذي يلغي هذا المشهد برمته، هو أن جميع هؤلاء المراجع طاعنون في السن ويعانون من أمراض الشيخوخة أيضاً، ويكبرون السيد الخامنئي في العمر. ولا يختلف الأمر عن المرجعيات الرديفة، كالشيخ حسين النوري الهمداني (مواليد 1925 = 99 عاماً)، والشيخ عبد الله الجوادي الآملي (مواليد 1934 = 90 عاماً)، والشيخ محمد علي گرامي القمي (مواليد 1938 = 86 عاماً)، والسيد محمد علي العلوي الگرگاني (مواليد 1939 = 85 عاماً).

أمّا الخطوط المرجعية الخاصة، كالمرجعية الشيرازية، أو الشخصيات التي طرحت مرجعياتها خارج السياقات المتعارفة، وبينهم علماء دين إيرانيين وعراقيين وأفغانستانيين وباكستانيين معروفين؛ فليس لها أية حظوظ في بلوغ المرجعية العليا أو مرجعيات الصف الأول في قم؛ لأنّ أعراف الحوزة القمية وسياقاتها لا تختلف كثيراً عن المعايير والسياقات النجفية.

ومن خلال التوقف عند أعمار مراجع الصفين الأول والثاني، يتبين أنّ السيد علي الخامنئي (مواليد 1939= 85 عاماً) هو أصغرهم سناً، وأنه يتمتع بصحة جيدة ولا يعاني من أمراض الشيخوخة، وأنه ربما يرث أغلب مقلدي هؤلاء مراجع إيران، وكثير من مقلدي مراجع النجف في بلدان العالم. لذلك؛ فإنّ الواقعية تستدعي هنا الحديث عن مرحلة ما بعد السيد الخامنئي ومرجعيات الصف الأول والصف الثاني، وليس مرحلة ما بعد السيد الخامنئي وحسب.

ويبدو أنّ الاحتمال الأقرب إلى التحقق في إيران، في مرحلة ما بعد السيد الخامنئي ومراجع الصفين الأول والثاني الطاعنين في السن؛ هو الاحتمال المرجح نفسه في النجف في مرحلة ما بعد السيستاني ومراجع الصف الأول؛ أي بروز فقهاء من أساتذة البحث الخارج المرموقين، ممن طرحوا أو لم يطرحوا أنفسهم مراجع تقليد حتى الآن، ومن المؤكد أنّ أغلبهم سينشر رسالته الفقهية العملية بعد رحيل مراجع الصفين الأول والثاني في قم، ومن هؤلاء: السيد علي المحقق الداماد، والشيخ علي كريمي الجهرمي، والسيد محمد جواد العلوي البروجردي، والسيد علي أصغر الميلاني، والسيد أحمد المددي، والشيخ صادق الآملي اللاريجاني، والشيخ مهدي شب زنده دار الجهرمي، وأغلبهم لم يبلغ السبعين من عمره.

  • السيد علي الحسيني المحقق الداماد، جده لأُمّه المرجع الشيخ عبد الكريم الحائري الذي أعاد تأسيس الحوزة العلمية في قم، ووالده الفقيه المعروف السيد محمد المحقق الداماد. ولد في مدينة قم في العام 1941. درس العلوم الدينية في حوزتي قم والنجف، وبعد بلوغه مرحلة البحث الخارج درس عند كبار فقهاء قم، كأبيه السيد محمد المحقق الداماد، والسيد محمد رضا الگلپايگاني، والميرزا الشيخ هاشم الآملي، وفي النجف الأشرف درس على السيد أبو القاسم الخوئي والشيخ حسين الحلي. شغل بين العامين 1981 و1991 عضوية مجلس إدارة الحوزة العلمية في قم، كما صب اهتمامه في الفترة نفسها على أسلمة وتدوين قوانين السلطة القضائية. وهو حالياً رئيس هيئة أمناء جامعة المفيد (أكبر جامعة دينية أكاديمية في قم).
  • الشيخ علي كريمي الجهرمي، وهو صهر المرجع الديني الراحل الشيخ لطف الله الصافي الگلپايگاني، أي أنّ زوجته حفيدة مرجع قم الأعلى الراحل السيد محمد رضا الگلپايگاني. ولد في مدينة جهرم (من توابع شيراز) في العام ١٩٤٠. بدأ دراسته الدينية في مدينتي جهرم وشيراز، ثم انتقل إلى قم ليدرس في حوزتها العلمية مرحلة السطوح ثم البحث الخارج، فحضر عند مراجع قم الكبار، كالميرزا الشيخ هاشم الآملي والإمام الخميني والشيخ محمد علي الآراكي والسيد محمد رضا الگلپايگاني. وبعد عشرين عاماً من تدريس مرحلة السطوح العالية، بدأ في العام 1992بتدريس البحث الخارج.
  • السيد محمد جواد العلوي الطباطبائي البروجردي، جده لأُمّه مرجع قم الأعلى السيد حسين البروجردي، وأبوه الفقيه السید محمد حسین العلوي البروجردي. ولد في مدينة قم في العام 1952. تدرج في الدراسة الدينية في حوزة قم حتى وصل إلى مرحلة البحث الخارج، فحضر عند الشيخ الوحید الخراساني والسید محمد الروحاني والشيخ عبد الله الجوادي الآملي. ثم بدأ البحث الخارج منذ العام 1991، وأعلن مرجعيته في العام 2018، رغم تحفظ جماعة مدرسي الحوزة العلمية في قم على ذلك.
  • السيد علي أصغر الحسيني الميلاني، من أُسرة دينية علمية إيرانية وعراقية عريقة، فجده المرجع الديني السيد محمد هادي الميلاني ووالده السيد نور الدين الميلاني من كبار علماء كربلاء. ولد في النجف الأشرف في العام 1947. درس مرحلتي المقدمات والسطوح في الحوزة العلمية في كربلاء، ثم انتقل إلى النجف الأشرف لإكمال دراسته في البحث الخارج، إلّا أنّ موجات التهجير التي شنها نظام البعث، ضد من أسماهم التبعية الإيرانية، طالته في العام 1970، فانتقل إلى مدينة مشهد وحضـر دروس البحث الخارج عند جده السيد محمد هادي الميلاني. ثم هاجر إلى مدينة قم، ومارس تدريس مرحلة السطوح إلى جانب حضوره دروس كبار فقهائها، كالسيد محمد رضا الگلپايگاني والشيخ حسين الوحيد الخراساني والسيد محمد الحسيني الروحاني والشيخ مرتضى الحائري. ثم بدأ بتدريس البحث الخارج في العام 1992.
  • السيد أحمد الموسوي المددي، جده لأُمّه مرجع النجف الأعلى السيد أبو الحسن الموسوي الإصفهاني، وأبوه الفقيه السيد محمد المددي. ولد في النجف الأشرف في العام 1953. أكمل دراسة السطوح العالية في النجف، ثم حضر بحوث الخارج عند السيد أبو القاسم الخوئي بدءاً من العام 1969. وحين أراد العودة إلى العراق بعد أدائه فريضة الحج في العام 1980، منعته سلطات البعث، فاضطر إلى الذهاب إلى إيران، واستقر في مدينة قم، وحضر لفترة وجيزة دورس السيد محمد رضا الگلپايگاني والشيخ مرتضى الحائري والشيخ حسين الوحيد الخراساني والميرزا الشيخ جواد التبريزي، وما لبث أن بدأ بإعطاء دروس البحث الخارج.
  • الشيخ صادق الآملي اللاريجاني، من أُسرة علمية دينية عريقة، فأبوه الشيخ المیرزا هاشم الآملي، أحد كبار مراجع النجف وقم، وهو صهر الشيخ حسين الوحید الخراساني، أحد كبار مراجع قم. ولد في النجف الأشرف في العام 1960م. وبدأ دراسته الدينية في العام 1977 بعد تخرجه في الثانوية. وخلال سنوات قليلة أتم مرحلتي المقدمات والسطوح، وبدأ بحضور الدراسات العليا (البحث الخارج) على يد كبار فقهاء قم، أمثال: والده، والشيخ حسين الوحيد الخراساني. ثم بدأ بعد العام 1989 بتدريس البحث الخارج في الفقه وأُصوله. انتخب عضواً في مجلس خبراء القيادة لدورتين الثالثة والرابعة، وعضواً في مجلس صيانة الدستور، ثم رئيساً للسلطة القضائية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الفترة من 2009 إلى 2019، ثم رئيساً لمجمع تشخيص مصلحة النظام.
  • الشيخ مهدي شب زنده دار الجهرمي، من عائلة علمية دينية، أبوه الفقيه المعروف الشيخ حسين شب زنده دار. ولد في محافظة شيراز جنوب إيران في العام 1953، وانتقل مع والده إلى قم، وفيها بدأ دراسته في حوزتها العلمية، وتدرج في المراحل العلمية حتى بلغ مرحلة البحث الخارج، فحضر دروس الشيخ مرتضى الحائري والشيخ حسين الوحيد الخراساني والميرزا الشيخ جواد التبريزي. ثم أخذ يقدم دروس البحث الخارج منذ العام 1985. وبعد بضع سنوات أصبح عضواً في مجلس إدارة الحوزة العلمية في قم، إضافة إلى عضوية مجلس صيانة الدستور منذ العام 2013.

البديل القيادي الرسمي لآية الله الخامنئي

من بين الفقهاء البارزين متوسطي العمر الذين شغلوا مواقع رأسية في الدولة، هو الشيخ صادق الآملي اللاريجاني، رئيس السلطة القضائية السابق ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الحالي. وهو من الفقهاء الإيرانيين النشيطين فكرياً وبحثياً، فضلاً عن تميزه العلمي والفقهي. وإذا قُدّر للشيخ اللاريجاني أن يُنتخب ولياً للفقيه بعد السيد الخامنئي؛ فإنّه الوحيد القادر على الجمع بين المرجعية الدينية وقيادة الدولة، كما هو الحال مع السيد الخامنئي. لكن الذي يضعف حظوظه بعض الانتقادات لقدراته القيادية، حين كان رئيساً للسلطة القضائية، فضلاً عن عمامته البيضاء؛ لأنّ المجتمع الإيراني، ككل المجتمعات الشيعية، يميل بوضوح إلى العمامة السوداء، كعلامة فارقة للقيادة الدينية التي تذكّره بسلالة رسول الله وعلي وفاطمة.

ولذلك؛ فإنّ الأنظار تتجه إلى فقهاء آخرين من متوسطي العمر، ممن شغلوا مواقع رأسية في الدولة، ولعـل أبرزهم هـو السيد إبراهيم رئيسـي، رئيس الجمهورية الإسلامية وعضو مجلس الخبراء. والسيد إبراهيم الحسيني الرئيسي، من عائلة دينية، فوالده وجده كانا من علماء مشهد المعروفين. ولد في مدينة مشهد الإيرانية في العام 1960. دخل السلك القضائي في العام 1980 وتدرج فيه حتى أصبح رئيس السلطة القضائية بعد العام 2019. وكان يشغل منصب نائب رئيس السلطة القضائية في الفترة من 2004 حتى 2014، وانتخب عضواً في مجلس خبراء القيادة لدورتين، ما يعني أنه يحوز درجة الاجتهاد، لأن شرط الترشح الى المجلس هو الاجتهاد. كما شغل السيد رئيسي موقع سادن حرم الإمام الرضا. وفي العام 2017 خاض الانتخابات الرئاسية منافساً الرئيس حسن روحاني، وحصل على ما يقرب من 40% من الأصوات، رغم أنّه لم يكن يُعرف حينها كشخصية سياسية، بل قاض وشخصية دينية لكنه فاز في الانتخابات الرئاسية في العام 2021، وربما يتكرر معه مشهد القائد الحالي آية الله الخامنئي، الذي كان رئيساً للجمهورية حين توفي الإمام الخميني، وانتخبه مجلس الخبراء لمنصب الولي الفقيه وقيادة الدولة.

وقد بدأ السيد إبراهيم رئيسي دراسته الدينية في مسقط رأسه، ثم التحق بالحوزة العلمية في قم في العام 1975، ودرس على فقهائها كالشيخ علي المشكيني والشيخ محمد الفاضل اللنكراني والشيخ الخزعلي. وفي مرحلة البحث الخارج درس على الشيخ مجتبى الطهراني والسيد علي الخامنئي والسيد محمد حسين المرعشي الشوشتري والسيد محمود الهاشمي الشاهرودي. وإلى جانب نيله درجة الاجتهاد، فإنّه حصل على الدكتوراه في القانون الخاص. ولا يزال يقدم الدروس الدينية والأكاديمية في جامعات طهران وحوزتها العلمية.

وخلافاً لموقع المرجعية الذي يتم اختيار من يشغله وفق السياقات التقليدية المتعارفة؛ فإنّ الولي الفقيه في الجمهورية الإسلامية يختاره مجلسٌ رسمي من الفقهاء من أهل الخبرة، يُنتخب أعضاؤه انتخاباً شعبياً مباشراً كل ثمان سنوات، اسمه «مجلس خبراء القيادة»، وهي سلطة خبروية فقهية مستقلة، تتألف من (88) مجتهداً، وتختص بانتخاب الولي الفقيه (قائد الدولة) ومراقبته وعزله.

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment