الإسلام والتجديد للباحث علي المؤمن

Last Updated: 2024/06/13By

الإسلام والتجديد للباحث علي المؤمن

فاطمة العبد الله

(كاتبة لبنانية)

 

كتاب “الإسلام والتجديد: رؤى في الفكر الإسلامي المعاصر” هو مساحة فكرية متجددة مؤسَسة على الإسلام ومبادئه لتحديث الهوية الإسلامية و إبراز معالم شخصيتها.

موضوعات الكتاب الصادر عن دار الروضة في (217) صفحة من القطع العادي، عبارة عن مقاربات لمفردات فكرية، كان المؤلف قد نشرها افتتاحيات لمجلة التوحيد الإسلامية الفكرية عندما كان يرأس تحريرها على مدى ست سنوات.

يقول الكاتب في تقديمه: إن التحديات التي واجهت العودة الجديدة للإسلام؛ تمثَّل جزءٌ منها في الاشكاليات الفكرية التي فرضها واقع التطبيق، فضلّ الفكر الإسلامي يتفاعل بقوه لتقديم الحلول التي توضح الموقف الأكثر قرباً من حقائق الدين، وتتبلور من خلالها النظرية لتصب في روافد العمل. و تستوعب هذه العملية كل حقول المعرفة والحركة بالصورة التي تكشف عن الرؤية الإسلامية للكون والحياة. ويمر افراز النتاجات التي تتضمن الإجابات على التساؤلات القديمة و المستحدثة عبر جملة من المسارات:

ينطوي المسار الأول ـ حسب تصنيف الكاتب ـ على مراجعة شاملة للفكر الإسلامي المُنتج، التراثي منه و المعاصر، بهدف استخراج ما يمكن أن يشكل مادة نافعة للبناء الفكري الجديد.

أما المسار الثاني فينطلق في رحاب الإستنباط و التأسيس، وملء جميع الفراغات بإنتاج جديد، ليشكل تكاملاً نظرياً مع المسار الأول. و يعمل المسار الثالث على اكتشاف الأساليب العملية التي من شأنها إخضاع الواقع للنظرية. ويري الكاتب هذا الاكتشاف بذاته جهداً فكرياً كبيراً يتطلب دراسة مستفيضة للواقع، ومراجعة أخرى للظرية.

والكتاب الذي نقرأ، يضم مجموعة من الرؤى التي تشكل مداخل لتلك المسارات التي حددت ملامحها الباحث، فهي من جهة أفكار ومقولات، ومن جهة أخرى مراجعات ومقاربات يجمعها سياق موضوعي يتحرك في فضاء الفكر الإسلامي المعاصر.

الفصل الأول تناول موضوع التجديد في الفكر الإسلامي، حقيقته ودواعيه ومساحاته وتياراته وثوابته ومتغيراته، حيث أكد الكاتب على سمة المصطلح والفهم المختلف له، والمرجعية التي من شأنها تحديد مستويات خضوعه للأصول.

الفصل الثاني ناقش الإشكاليات التي يطرحها موضوع حرية الفكر في الإسلام، وفي مقدمتها حدود هذه الحرية وتطبيقاتها، والتيارات الإسلامية الفكرية التي تمتلك رؤية خاصة في هذا المجال.

وبحث الفصل الثالث في حركة الواقع الإسلامي ضمن ثلاثة محاور:

  • واقع خطاب الوحدة الإسلامية المعاصرة وتصورات هذا الطموح
  • مفهوم المرجعية الدينية، تحولاته والإشكالات التي طرأت علبه
  • علم المستقبليات ضمن منهج إسلامي في الإستشراف

ودراس الفصل الرابع إشكالية وعي التراث و العصر لدى الفقيه و المثقف المسلم، بما في ذلك تحديث مفاهيم الفقيه والمثقف، والإجتهاد الجديد، والتفقه، والانتلجنسيا الإسلامية.

الفصل الخامس أطلّ على موضوع الأدب الإسلامي وموقع الأديب المسلم بين انتمائه الإسلامي وانفتاحه على المدارس الأدبية العالمية، ومساحة حركته بين الانتماء والانفتاح.

الفصل السادس ناقش قضية الثقافة المضادة للثقافة الإسلامية، والغزو الثقافي الذي يستهدف المجتمعات المسلمة، حقيقته وأهدافه وعوامله المحركة، واستراتيجيات المواجهة. يقول الكاتب: ((إن الثقافة المضادة هي أخطر أنواع التآمر ضد المجتمع الإسلامي، وإن انتشار أفكارها ومعارفها، وتحولها الى أنماط حياتية وسلوكية وظواهر اجتماعية، يؤدي الى تآكل بناء المجتمع من الداخل، ومن ثم إلحاق هزيمة ما حقة بالأمة. ومن مقدمات مواجهة هذا الغزو الإقرار بوجوده وتقدير حجمه، ومستوى أخطاره، و التركيز على إشاعة مفهوم الغزو في أوساط الأمة كجزء من عملية التحصين؛ على أن يترافق ذلك مع تحديد مضامين الثقافة الإسلاميه التغييرية وأنماطها، ضمن صيغ دقيقة و واضحه على المستوى المعرفي والسلوكي)). ويقدم الكاتب استراتيجية للبناء الثقافي الإسلامي، بما فيه طرح البدائل الثقافية.

ويكرس الباحث الفصول الأخيرة من الكتاب للحديث عن السلوك التخريبي في مجتمعات المسلمين، ثم يتكلم عن وعي العقل الغربي للصحوة الإسلامية. ويقدم اخيرا رؤى حول مستقبلها

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* فاطمة العبد الله، كاتبة وإعلامية لبنانية. والمقال منشور في مجلة البلاد اللبنانية، العدد 496، 22 تموز 2000.

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment