الإســـلام والتجــــديد: رؤى في الفكـر الإسـلامي المعـاصـر

(مجلة الكلمة، سورية، العدد 28، 2000 م)

التحديات الحضارية التي تعرض لها الفكر الإسلامي الحديث والمعاصر، جعلته ينخرط في دورة تجديدية شاملة، قام فيها أولا بمراجعة المخزون الفكري الذي تراكم لديه في الماضي، بحثا عن أجوبة لأسئلة الحاضر الملحة، ثانيا الانخراط في عملية الاجتهاد للتأصيل من جهة لعدد من القضايا التي كشف عنها التطور الحضاري المعاصر، ومن جهة أخرى لبلورة الرؤى الإسلامية في جميع المجالات، وتقديم الحلول الإسلامية مواكبة للصحوة الدينية والدعوة للرجوع للإسلام وشريعته التي اتسعت المطالبة بها خلال العقود الأخـيرة.

الكتاب الذي بين أيدينا متابعة للمسارات التجديدية داخل الفكر الإسلامي المعاصر، ومراجعات ومقاربات لعدد من المصطلحات التي شاعت داخل الوسط الإسلامي، كالأسلمة والتأصيل والعنصرية والتجديد والتأسيس، ومن خلال هذه المقاربات يسلط المؤلف الأُستاذ علي المؤمن الضوء على ملامح التجديد في الفكر الإسلامي. في الفصل الأول عالج المؤلف موضوع التجديد في الفكر الإسلامي، وحقيقته ودواعيه ومساحاته وتياراته وثوابته ومتغيراته. وفي الفصل الثاني تحدث عن إشكالية الحرية في الفكر الإسلامي، أما في الفصل الثالث فناقش مجموعة من المحاور منها واقع خطاب الوحدة الإسلامية المعاصرة ومفهوم المرجعية الدينية وتحولاته، وموضوع المستقبليات ضمن المنهج الإسلامي في الاستشراف، وفي الفصل الرابع عالج في إشكالية وعي التراث والعصر لدى كل من الفقيه والمثقف المسلم. وخصص الفصل الخامس لموضوع الأدب الإسلامي، أما الفصل السادس فقد درس قضية الثقافة المضادة للثقافة الإسلامية أو ما اصطلح عليه بالغزو الثقافي الغربي، ثم تحدث في الفصل السابع حول ظاهرة التغريب ومظاهره في المجتمعات الإسلامية، وأخـيرا خصص الفصل الثامن لعلاج إشكالية العلاقة بين الفهم الغربي للإسلام والصحوة الإسلامية المعاصرة.