أجوبة على الماسنجر

Last Updated: 2024/06/22By

حوارات على الماسنجر

سأختار بين الحين والآخر بعض الأسئلة التي تصلني من الأصدقاء والمتابعين وأجوبتي عليها، وسأنشرها (على العام)، تعميماً للفائدة، بعد إعادة بعض الصياغات، مع الاحتفاظ بالمضمون نفسه.

علي المؤمن

سؤال: من يقصدون بالأحزاب العراقية الفاسدة العميلة التي يريدون إبعادها من الحكم؟

  • يقصدون الأحزاب الإسلامية الشيعية؛ لأنهم يقولون إن فساد البلاد وسرقة العباد، وكل ألوان الفشل والخلل والشلل والعمالة منحصرة بها، وأن اقتلاعها سيعطي الفرصة للشيعة العلمانيين ولأحزاب السنة والكرد لتحويل العراق الى أنزه وأنجح وأرقى دولة في العالم.

سؤال: ولماذا الجماعات العلمانية الشيعية والأحزاب الكردية والسنية غير مشمولة بدعوات الإقصاء؟

  • لأنهم يصوّرون الجماعات العلمانية الشيعية بأنها أنموذج الوطنية والاستقلال والنزاهة والعدالة والكفاءة القيادية والإدارية. أما الأحزاب السنية والكردية فهي قدرٌ لابد منه، وواقع تفرضه التعددية المكوناتية، مهما بلغ حجم فسادها وفشلها وخيانتها وعمالتها، فضلاً عن أنها محمية من المحيط الإقليمي والدولي، وأي مساس بها سيتحول الى قضية ايديولوجية أو قومية أو طائفية. ولذلك؛ فإن بقاءها في السلطة ومفاصل الدولة واجب وطني وقومي مصيري، ولا يمكن إبعادها عن الحكم؛ لأن الدولة تؤول الى السقوط بدون الأحزاب السنية والكردية، وتكون فاشلة ومشلولة وظالمة بدون الأحزاب العلمانية الشيعية.

سؤال: هل ينعكس هذا الواقع على توجهات التظاهرات والاحتجاجات الأخيرة؟

  • أرى أن أغلبية المتظاهرين كانوا صادقين في أهدافهم ومطالبهم المعيشية والخدمية والوطنية، لكن الذين يقودون ويوجهون ويمولون؛ إنما يخوضون معركة ايديولوجية مصيرية، ليست مع الأحزاب الشيعية الإسلامية، بل مع ايديولوجيا هذه الأحزاب، ويستغلون تورط بعض عناصرها بالفساد والفشل، لتمرير أهدافهم الايديولوجية في القضاء على الواقع الإسلامي السياسي في العراق، وتحويل العراق ودولته وحكومته الى مرتكز علماني لاديني لتنفيذ أجندات أمريكا وبعض الدول الاوربية والخليجية. أما الشعارات الوطنية التي صدعوا بها رؤوس الأغلبية الشعبية الصامتة فهي لذر الرماد في العيون لا أكثر. هذه الخلاصة بكل بساطة ودون قشور.

سؤال: فكيف إذاً تحالف العلمانيون الشيعة مع أغلب الأحزاب الإسلامية في السلطة، وصعدوا عبرها الى البرلمان والحكومة، رغم شعاراتهم بفساد هذه الأحزاب وفشلها، ورفضهم لما يسمونه الإسلام السياسي؟.

  • هناك سببان، أولهما: أن العلمانيين الشيعة جربوا حظوظهم كثيراً في المشاركة بقوائم مستقلة في الانتخابات تحمل عناوينهم الحزبية فقط، وثبت لهم بأنهم غير مقبولين شعبياً، وأن الشيعة لا ينتخبون غير الكتل الإسلامية، رغم الهجمات الإعلامية الشرسة الخارجية المضادة، والهجمات البينية الأكثر شراسة. والسبب الثاني أن العلمانيين الشيعة ليست لديهم مشكلة مع الأحزاب الاسلامية الشيعية ولا قياداتها ولا أعضائها، ولا فسادها ولا فشلها ولا ارتباطاتها الخارجية إطلاقاً، بل مشكلتهم مع ايديولوجيا هذه الأحزاب وعقيدتها، وهو ما يسمونه بايديولوجيا الإسلام السياسي الذي يسعى الى تطبيق الشريعة الإسلامية، وكذلك مع يقولون عنه احتكارها للسلطة وللمغانم. وبالتالي؛ فالعداء هو للشريعة الإسلامية وللحضور الغالب للأحزاب الإسلامية في السلطة، وليس العداء لفسادها وفشلها. ونرى هنا؛ كلما قلّ منسوب الايديولوجية الإسلامية لدى الأحزاب والقيادات الشيعية، وساعدت العلمانيين الشيعة للصعود الى البرلمان والسلطة، كلما كثر مدّاحوها ومتملقوها من العلمانيين، حتى لو كانت الأحزاب الشيعية هذه أفسد خلق الله وأفشلهم، وأكثر البشرية إرهاباً وعمالة وذيلية.

 

سؤال: هل هناك حزب شيعي محدد تقصده في موضوع دخول العلمانيين الشيعة أو السنة معه في الانتخابات وصعودهم على اكتافه؟

  • لا أقصد حزباً محدداً، بل أن أغلب الائتلافات الإسلامية الشيعية بعد العام 2009 تحالف معها علمانيون شيعة وسنة، سواء كانوا أفراداً أو أحزاباً، ولولا ذلك لما وصل أغلبهم الى البرلمان، رغم أن أغلب هؤلاء العلمانيين كانوا قبل التحالف أو بعد التحالف، يشتمون هذا الزعيم وذاك الحزب الإسلامي اللذين تحالفوا معها، ويتهمونهما بأبشع التهم.

 

سؤال: تقصد أن (معركة) العلمانيين الشيعة هي على (لحاف جحا) وليس على الوطن؟.

  • ليس عندي أدنى شك، وأرى أن من حقهم أن يكون لهم حضورهم في البرلمان والحكومة ومؤسسات الدولة الأخرى، فهم مواطنون عراقيون قبل كل شيء، ولكن ليكن ذلك في إطار الشعارات الحقيقية والتنافس الواقعي على السلطة، وليس المزايدة على الوطن والوطنية وشعارات فساد الإسلاميين وفشلهم.

 

سؤال: من هو المسؤول الذي يُشترط قبل تعيينه وانتخابه أن يكون مستقلاً، وغير منتم الى حزب أو جماعة سياسية؟

  • الشيعي الإسلامي فقط.

سؤال: وماذا عن المسؤولين الشي عة العلمانيين والكرد والسنة؟

  • غير مشمولين طبعاً، بل لا يمكن تعيين أي كردي وسني دون أن يكون مرشحاً من حزب أو كتلة سياسية.

 

سؤال: لماذا غير مشمولين؟

  • لأن المسؤولين الشيعة العلمانيين والكرد والسنة لا مانع من تعيينهم ضمن حصص أحزابهم؛ لأن أعضاء هذه الأحزاب لا يمسهم شيطان الفساد والفشل والصنمية للحزب، ومصادرة الوزارة لمصلحة الحزب، بينما يقتصر فساد المحاصصة على أعضاء الأحزاب الإسلامية الشيعية فقط.

سؤال: ومن يقصدون بالمسؤولين الفاسدين الذين يجب محاكمتهم وسحلهم والتمثيل بجثثهم؟

  • المسؤولون الإسلاميون الشيعة طبعاً.

 

سؤال: لماذا المسؤولين الفاسدين الذين يجب محاكمتهم وسحلهم والتمثيل بجثثهم هم المسؤولون الإسلاميون الشيعة فقط؟

  • لأن المسؤول الشيعي الإسلامي، هو الوحيد الذي يمكن لقوى الأمن العراقية وهيئة النزاهة والقضاء الاتحادي إخضاعه لإجراءات الاعتقال والتحقيق والمحاكمة، وهو الوحيد الذي تنقلب عليه حاضنته الاجتماعية بسهولة، وهو الوحيد الذي لا ظهير له إقليمياً ودولياً يدافع عنه.

سؤال: وماذا عن المسؤولين الكرد والسنة؟   

  • أحياناً؛ يشملونهم بتهم الفساد والفشل، لكن؛ عملياً، لا يمكن لأجهزة الدولة الإتحادية، الوصول الى المسؤولين الكرد؛ لأنهم يعيشون في دولة إقليم كردستان الشقيقة أو بحمايتها. أما مَن يعيش منهم في العراق، فإنه يستطيع الانتقال فوراً الى دولة الإقليم، فيما لو تم توجيه أي اتهام له. في حين أن توجيه الاتهام بالفساد للمسؤولين السنة، يؤدي الى كارثة وطنية وإقليمية؛ إذ يتحول الاتهام تلقائياً الى استهداف طائفي تمارسه الأحزاب الشيعية (الحاكمة) وقوى الأمن (الصفوية) والقضاء (الطائفي) ضد زعماء السنة، وستتحرك العشائر السنية دفاعاً عنهم، كما ستتحرك دول تركيا والسعودية والأردن وقطر والإمارات والبحرين ومصر وأمريكا وجامعة الدول العربية لحمايتهم، وسيتم تأليب سنة العراق والمحيط الإقليمي ضد الدولة العميقة الطائفية الشيعية، ثم تقلهم الطائرات فوراً الى دولة إقليم كردستان الشقيقة أو تركيا أو الأردن أو الإمارات أو أمريكا.

 سؤال: من المقصود بالذيل؟

  • إنه المسؤول أو المواطن الشيعي الذي يرى في إيران دولة صديقة وحليفة.

سؤال: وماذا عن المسؤول أو المواطن الذي ينفذ أجندات أمريكا والسعودية وإسرائيل وتركيا؟

  • مرتزقة الأنظمة الإرهابية والطائفية غير مشمولين بتهم الذيلية والعمالة والتبعية.

سؤال: لماذا غير مشمولين؟

  • لأنهم يشيعون أن أمريكا والسعودية وإسرائيل والأردن وتركيا وغيرها، هي أنظمة تريد الخير للعراق وتعشق شعبه، وهمّها الوحيد تطوير العراق وتنميته، كما أنها لم تخلق منظمتي القاعدة وداعش، ولم ترسل آلاف الجنود والعملاء والانتحاريين لتدمير العراق وقتل شعبه، ولم تتدخل بتاتاً في الشأن العراقي، ولا في تزوير الانتخابات، ولا في فرض مرشحين للمناصب العليا. ولذلك؛ فإن عملاء هذه الأنظمة ومرتزقتها هم معيار (الوطنية) و(الإخلاص).

سؤال: وهل ينسحب هذا على أيتام صدام والبعث أيضاً؟

 

  • أجل طبعاً؛ لأن حزب البعث يطرح نفسه الأم الحنون للشعب، والذي سينقذ العراق من المذابح والمقابر الجماعية، ومن التخلف العلمي والتراجع التعليمي، ومن الفقر والفساد وسرقة الدولة، ومن العمالة والطائفية والعنصرية والدكتاتورية والاستبداد، وسيعيد للشعب العراقي حقوقه وحرياته الإنسانية والسياسية والصحافية والإعلامية التي صادرتها الأحزاب الشيعية، وسيجلب الخير الوفير للعراق، والأمان والرفاه والتقدم لشعبه، بالتعاون مع شيعة أمريكا وسنة السعودية وقطر وتركيا.

سؤال: من المقصود بالمجرّب الذي لا يُجرّب؟

  • المقصود به المسؤول الشيعي الإسلامي، أما المسؤول الشيعي العلماني والكردي والسني فغير مشمول.

سؤال: لماذا المسؤول الشيعي العلماني والكردي والسني الفاشل غير مشمول بمعيار المجرّب الذي لا يُجرّب؟

  • لأن المسؤول الشيعي الإسلامي فاسد فاشل عميل (بالولادة)، ويجب أن يستلم المنصب لمرة واحدة فقط. أما المسؤول الشيعي العلماني والكردي والسني فهو من جنس الملائكة، ناجح.. كفء..نزيه..وطني بالولادة، ويجب تدويره في المناصب حتى آخر العمر.

 سؤال: هل تمزح دكتور؟

  • ربما هو مزاح التوجع

سؤال: ولذلك هناك من يتهمك أنك طائفي

  • معاذ الله أن أكون طائفياً؛ لأني اكتويت بنارها منذ ولادتي، بل أنا واقعي، وأُسمّي الأشياء بمسمياتها، دون لف ودوران، ودون براقع وشعارات فارغة، لأن الباحث المتخصص الناصح، إذا ابتعد عن التشخيص الواقعي وتجاهل حقائقه، فيعني ذلك أنه سطحياً ولا مبالياً ومحابياً ومخرباً، وليس وطنياً حقيقياً، بل هو كأي واحد من أصحاب الشعارات الفارغة والمصطلحات الواهمة وغير الواقعية، وحينها سيفشل في المساهمة في معالجة أمراض الوطن ومشاكله.

سؤال: لكن أمثالك لن يجدوا من يصفق لهم!

  • ربما؛ لأن الباحث الناصح، كالطبيب الحاذق، يفحص المريض بعناية، ويشخّص المرض دون مجاملة المريض، ثم يقدم التوصيات والنصائح ويصف العلاج، وعادة ما يكون العلاج مزعجاً للمريض كثيراً، ويعطل حياته الاعتيادية، ويكلفه مالياً ومعنوياً، وربما فيه مضاعفات جانبية، بل تستدعي الأمراض المزمنة والمستعصية والمستفحلة عمليات جراحية، للحيلولة دون انهيار المريض وموته، وبعضها يؤدي الى البتر والاستئصال. ولذلك لا تجد من يصفق للطبيب ابتداءً، بل أن كثيراً من المرضى، خاصة الأطفال والمتعبين نفسياً، سيبكون ويرفضون العلاج، وربما يشتمون الطبيب. ولكن سنجد أن الأغلبية تصفق له طويلاً عندما يتعافى المريض، وتدعو له.

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment